-->

إدارة الاقتصاد الإسلامي: المبادئ والأسس لتحقيق التنمية العادلة | ثانية تجارة الأزهر - الفصل الثاني ج 2

   إدارة الاقتصاد الإسلامي: المبادئ والأسس لتحقيق التنمية العادلة |

 ثانية تجارة الأزهر

يعتمد الاقتصاد الإسلامي على جهازين رئيسيين لإدارة النشاط الاقتصادي:

إدارة الاقتصاد الإسلامي: المبادئ والأسس لتحقيق التنمية العادلة | ثانية تجارة الأزهر - الفصل الثاني ج 2

1. جهاز السوق

عندما وصل النبي ﷺ إلى المدينة، بادر بإنشاء سوق بجوار المسجد، إذ كانت الأسواق هناك تخضع لسيطرة اليهود. أنشأ هذا السوق ليعمل وفق مبادئ وقيم الشريعة الإسلامية، مما يتيح للمسلمين تحقيق أهدافهم الاقتصادية ضمن الضوابط الشرعية. كما حافظ الإسلام على آليات العمل في السوق وأشرف عليها لضمان تحقيق العدل والمساواة.

مبادئ السوق الإسلامي

  • الحرية الاقتصادية: منح الإسلام للأفراد حرية ممارسة النشاط التجاري وفق القيم الشرعية.
  • عدم تدخل الدولة في تحديد الأسعار: لم يتدخل النبي ﷺ في حالات ارتفاع الأسعار عندما كان ذلك ناتجًا عن عوامل طبيعية لا دخل للبشر بها.
  • التوازن بين العرض والطلب: استخدم النبي ﷺ تعبير "إن الله هو القابض الباسط" ليؤكد أن الأسعار تُحدد وفق قوى السوق الطبيعية.

أوضح النبي ﷺ أهمية حرية السوق عندما طلب منه الصحابة تسعير السلع، فقال:
"
إن الله هو القابض الباسط الرازق المسعِّر، وإني لأرجو أن ألقى الله ولا يطالبني أحد بمظلمة ظلمتها إياه في دمٍ أو مالٍ."

2. جهاز الدولة

تم تحديد مسؤوليات الدولة بشكل مرن وفق احتياجات المجتمع، ومع ذلك، هناك إطار عام لتدخل الدولة في الاقتصاد يتمثل في:

  • غرس القيم والمبادئ الأخلاقية للمجتمع الإسلامي.
  • تحقيق التنمية وإعمار المجتمع.
  • تعزيز العدالة الاجتماعية والتكافل الاقتصادي.
  • حماية الحرية الاقتصادية وضمان عدم انتهاكها.
  • الرقابة على السوق للحفاظ على المصالح العامة.
  • التدخل لتوفير الأنشطة الاقتصادية التي لا يغطيها القطاع الخاص.
  • إدارة المال العام والممتلكات المشتركة للمسلمين.
  • تتدخل الدولة في الحالات التي ورد فيها نص منها إدارة الملكية المشتركة للموارد الاقتصادية كما في حديث ( الناس شركاء في ثلاثة الكلأ و الماء و النار )
  • تتدخل الدولة في حالة تعارض بين المصلحة العامة و الخاصة و ذلك لتحقيق التوازن بينهما و لضمان المحافظة على المصلحة العامة

الاقتصاد الإسلامي والاقتصاد المختلط

يتميز الاقتصاد الإسلامي بخصائص تجمع بين السوق الحرة والإدارة الحكومية، وهو ما يطلق عليه اليوم "الاقتصاد المختلط"، الذي تبنته بعض الدول الحديثة.

يوضح ما سبق ان النظام الاسلامي يختلف عن الانظمة الأخرى وأنه سبق الأنظمة الحديثة في وضع اسم الاقتصاد المختلط الذي اتجهت له بعض الدول في العصر الحديث والذي يدار من خلال جهاز السوق وجهاز الدولة

 يمكنك الإطلاع على الفصل الثاني جزء أول من هنــــــــــا


أهمية العلم في الإسلام

العلاقة بين الاقتصاد المبني على المعرفة والاقتصاد الإسلامي

العلم هو معرفة الأشياء على حقيقتها، ويأتي نتيجة سعي وجهد مستمر للوصول إلى الحقائق، ومن مجالاته:

  • العقائد والعلوم الدينية.
  • اللغات وعلم الأنساب.
  • العلوم الطبيعية والتطبيقية.

قال الله تعالى:

"اقرأ باسم ربك الذي خلق" (العلق: 1)
"
اقرأ وربك الأكرم، الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم" (العلق: 3-5)

تُظهر هذه الآيات أهمية التعلم وضرورة السعي نحو المعرفة. كما رفع الله تعالى مكانة العلماء فقال:

"يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات" (المجادلة: 11)

وأكد النبي ﷺ ذلك بقوله:
"
إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض، حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت في جوف البحر، يصلون على معلم الناس الخير."

ضوابط الاقتصاد المبني على المعرفة في الإسلام

  • الموازنة بين السعي في الدنيا والعمل للآخرة وفق القيم الأخلاقية.
  • المعرفة يجب أن تكون نافعة ولا تتعارض مع مبادئ الشريعة الإسلامية.
  • السعي للإصلاح في الأرض، وعدم الإفساد، كحماية البيئة من التلوث.
  • الاستثمار في التعليم والتكنولوجيا وزيادة الإنفاق على البحث والتطوير.
  • تعزيز الصناعات المعرفية جنبًا إلى جنب مع القطاعات التقليدية.
  • الاعتماد على الموارد التي سخرها الله للإنسان وفق الضوابط الشرعية.

أسئلة حول إدارة النظام الاقتصادي الإسلامي

  1. ما الجهازان الرئيسيان اللذان يعتمد عليهما النظام الاقتصادي الإسلامي؟
    • يعتمد على جهاز السوق وجهاز الدولة لتنظيم النشاط الاقتصادي.
  2. لماذا أنشأ النبي ﷺ سوقًا بجوار المسجد في المدينة؟
    • لأن الأسواق كانت تحت سيطرة اليهود، وأراد النبي ﷺ إنشاء سوق يعمل وفق مبادئ الشريعة الإسلامية لخدمة المسلمين.
  3. ما مبدأ الحرية الاقتصادية في السوق الإسلامي؟
    • يتيح الإسلام حرية ممارسة النشاط التجاري بشرط الالتزام بالضوابط الشرعية وعدم الإضرار بالمصلحة العامة.
  4. ما موقف النبي ﷺ من تحديد الأسعار؟
    • رفض التسعير وقال: "إن الله هو القابض الباسط الرازق المسعِّر"، مشيرًا إلى أن الأسعار تُحدد وفق قوى العرض والطلب.
  5. ما أهم مسؤوليات الدولة في الاقتصاد الإسلامي؟
    • تحقيق التنمية الاقتصادية، التوزيع العادل، الرقابة على السوق، دعم النشاط الاقتصادي الذي لا يغطيه القطاع الخاص، وغيرها.
  6. ما أهمية الإشراف على الأسواق في الإسلام؟
    • لضمان تحقيق العدل والمساواة ومنع الغش والاحتكار.
  7. كيف يعكس الاقتصاد الإسلامي مفهوم التكافل الاجتماعي؟
    • من خلال إلزام الأغنياء بمساعدة الفقراء عبر الزكاة والصدقات، وضمان توزيع الثروة بشكل عادل.
  8. ما الفرق بين تدخل الدولة في الاقتصاد الإسلامي وتدخلها في الأنظمة الاقتصادية الأخرى؟
    • في الإسلام، تدخل الدولة مرن وفق احتياجات المجتمع، بينما في الأنظمة الأخرى قد يكون تدخلًا مباشرًا ومقيدًا.

أسئلة حول أهمية العلم في الإسلام

9.      ما العلاقة بين الاقتصاد المبني على المعرفة والاقتصاد الإسلامي؟

    • الاقتصاد الإسلامي يعتمد على تنمية المعرفة لتطوير المجتمع واستثمار الموارد وفق القيم الشرعية.
  1. اذكر آية قرآنية تؤكد على أهمية التعلم في الإسلام؟
    • قوله تعالى: "اقرأ باسم ربك الذي خلق" (العلق: 1)، والتي تؤكد أهمية السعي نحو المعرفة.
  2. ما أنواع العلوم التي يُشجع الإسلام على تعلمها؟
    • العلوم الدينية، اللغات، العلوم الطبيعية، وكذلك العلوم التقنية والصناعية التي تسهم في عمارة الأرض.
  3. كيف يؤثر العلم على التنمية الاقتصادية في المجتمعات الإسلامية؟
    • العلم يساعد في تطوير الصناعات، تحسين الزراعة، وتعزيز الابتكار والتكنولوجيا، مما يرفع مستوى المعيشة.
  4. لماذا رفع الإسلام مكانة العلماء؟
    • لأنهم يساهمون في بناء المجتمع ونشر المعرفة وتحقيق التطور، كما ذكر في قوله تعالى:

"يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات" (المجادلة: 11).

  1. كيف يمكن ربط التعليم بالاقتصاد في الدول الإسلامية؟
    • عبر تحسين جودة التعليم، الاستثمار في البحث العلمي، ودعم التقنيات الحديثة لتعزيز الاقتصاد القائم على المعرفة.

أسئلة حول الضوابط الشرعية للاقتصاد المبني على المعرفة

15.  ما أهم الضوابط الشرعية للاقتصاد المبني على المعرفة في الإسلام؟

    • تحقيق التوازن بين الدنيا والآخرة، عدم تعارض العلوم مع الشريعة، الالتزام بالقيم الأخلاقية، والسعي نحو الإصلاح.
  1. كيف يُمكن دعم الاقتصاد المعرفي في الدول الإسلامية؟
  • من خلال زيادة الإنفاق على البحث والتطوير، دعم التعليم، وتعزيز الصناعات القائمة على المعرفة والتكنولوجيا.

17.  ما الدور الذي تلعبه الأخلاق في الاقتصاد الإسلامي؟

    • الأخلاق تضمن عدم الغش، تحقيق العدل، ومنع الاستغلال في المعاملات الاقتصادية.
  1. كيف يمكن للدول الإسلامية تحقيق التوازن بين الابتكار والتقاليد؟
    • من خلال تطوير الاقتصاد باستخدام التكنولوجيا الحديثة مع الحفاظ على القيم الإسلامية الأساسية.
  2. ما أهمية الاستثمارات في الصناعات المعرفية وفق الإسلام؟
    • لأنها تؤدي إلى تعزيز الاقتصاد، خلق فرص عمل، وتحقيق التنمية المستدامة بما يخدم المجتمع الإسلامي.
  3. ما أبرز أولويات الإنفاق في الاقتصاد المبني على المعرفة؟
    • زيادة الإنفاق على التعليم، تطوير البحث العلمي، وتحفيز الصناعات التكنولوجية جنبًا إلى جنب مع الاستثمار التقليدي.

إرسال تعليق

أحدث أقدم